عدم فهم علماء الوهابیة لآیات التوسل الثلاث

قال الله تعالى: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَیْهِ الْوَسِیلَةَ وَجَاهِدُوا فِی سَبِیلِهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ). (سورة المائدة: 35) فقد أمر سبحانه بابتغاء الوسیلة أی بالبحث عنها ومعرفتها للتوسل بها إلى الله تعالى، فهی تدل على مشروعیة أصل التوسل إلیه تعالى بل وجوبه للأمر به. وهو یبطل أصل مقولتهم بأن التوسل إلى الله شرک، فهل أمرنا سبحانه بالشرک؟!
وکلمة (الوسیلة) فی الآیة مطلقة، تشمل التوسل بالأعمال الصالحة والأولیاء الصالحین.
وقد حاول ابن تیمیة ومن وافقه أن یضیقوا إطلاقها ویحصروا مدلولها بالتوسل بالأعمال دون الأشخاص، ثم قالوا إنها تشمل الأشخاص الأحیاء دون الأموات لأنهم لاینفعون! ولیس عندهم دلیل على ذلک إلا الإستحسان والتحکم!
وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِیُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِیماً). (سورة النساء: 64)
والمجئ إلى الرسول (صلى الله علیه وآله وسلم) فی الآیة مطلق، یشمل المجئ إلیه فی حیاته والمجئ إلى قبره الشریف بعد وفاته، وهکذا فهم المسلمون الآیة وطبقوها. لکن ابن تیمیة حصر المجئ
إلیه (صلى الله علیه وآله وسلم) بحیاته فقط، واستدل علیه بأن النبی لا ینفع بعد موته، والتوسل به شرک أکبر!
وقال تعالى: (أولَئِکَ الَّذِینَ یَدْعُونَ یَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِیلَةَ أَیُّهُمْ أَقْرَبُ وَیَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَیَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّکَ کَانَ مَحْذُوراً). (سورة الإسراء ـ 57)
فقد دلت الآیة على مشروعیة أصل التوسل، ومدحت المتوسلین بأنهم یبحثون عن الوسیلة الأقرب إلى الله تعالى، ونحن نقول إن أقرب الناس وسیلة إلى الله تعالى هم محمد وأهل بیته الطاهرون فالتوسل بهم مشروع بل مأمور به!
وقد تخبطوا فی تفسیر الآیة فی وجوه بعیدة لایدل علیها ظاهر اللفظ ولا ورد بها حدیث شریف!
وکذلک قوله تعالى عن أولاد یعقوب (علیه السلام): (قَالُوا یَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا کُنَّا خَاطِئِینَ) (سورة یوسف: 97)
الأسئلة
1 ـ ماهو دلیکم على تخصیص الوسیلة المطلقة فی الآیة الأولى وحصرها بالأعمال دون الأشخاص؟!
2 ـ حث الله تعالى المسلمین فی الآیة الثانیة على المجئ إلى النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) والإستغفار عنده، والطلب منه أن یستغفر الله لهم، وهو أمر مطلق یشمل المجئ إلیه فی حیاته والمجئ الى قبره بعد وفاته. فما هو دلیلکم على تخصیصه بحیاته؟!
3 ـ تضمنت الآیة الثانیة مبدئین أقرهما الله تعالى: أولهما، مشروعیة أصل التوسل إلى الله تعالى. وثانیهما، أن الأتقیاء یبتغون الأقرب وسیلة إلى ربهم فیتوسلون بهم. فما هو دلیکم على رفض هذین المبدئین؟!
4- هل عندکم أقرب وسیلة الى الله تعالى من محمد وآل محمد (صلى الله علیه وآله وسلم)؟!

http://alsoal.com